شهدت الحضارة الإسلامية ظهور العديد من الاختراعات العديدة والابتكارات التي تقف أمامها حضارات العالم احترامًا وإجلالاً، فالكثير من علماء العرب المسلمين قدموا ابتكارات كانت سببًا في ظهور الكثير من الابتكارات المعاصرة. ولهذا نأتيكم فيما يلي قائمة بالعديد من الابتكارات الإسلامية التي بُنيت عليها ابتكارات معاصرة.
في العام 1000 نشر الطبيب الزهراوي موسوعة تتألف من 1500 صفحة عن الجراحة ضم فيها كامل خبرته عن هذا التخصص الطبي، ثم استند العديد من العلماء والأطباء في أوروبا إلى هذه الموسوعة كمرجع رئيسي للجراحة طوال 500 عام. كما قدم الزهراوي ابتكارات أخرى من بينها استخدامه لأمعاء القطط في صناعة الخيط الطبي الذي لا يزال يُستخدم حديثًا في خياطة الجروح والتقطيب، كما أنه أول من أجرى عملية توليد بشق البطن، وهي تعرف بالولادة القيصرية، كما أنه أول من صمم أداة الملقاط (الجفت) المستخدمة في التقاط رأس الطفل عند الولادة.
القهوة
ما لا يعرفه الكثيرون أن القهوة تنتمي في الأصل للأراضي اليمنية، ففي القرن التاسع تم زراعة أول محصول للبن هناك. في بداية الأمر، كانت تستخدم القهوة في مساعدة المتصوفين في البقاء مستقيظين أثناء قيامهم بالتعبد، ثم انتقل بعدها البن إلى القاهرة على يد مجموعة من الطلبة ومنها إلى مختلف أنحاء الإمبراطورية الإسلامية. وبحلول القرن الـ13 وصل البن إلى تركيا، وفي القرن الـ16 ظهر البن في أوروبا وتحديدًا في إيطاليا جلبها معه أحد تجار البندقية.
الطائرات
كان المبتكر العربي عباس بن فرناس صاحب أول محاولة حقيقية للطيران باستخدام آلة، ففي القرن الـ9 قام بتصميم آلة مجنحة أشبه بأجنحة الطيور. وكما سجل التاريخ، قام فرناس بأشهر محاولاته للطيران بالقرب من مدينة قرطبة في إسبانيا، حيث نجح في الطيران لبضعة دقائق أعلى بعض الجبال قبل أن يسقط على الأرض ليُكسر ظهره.
الجامعة
في عام 859 ميلاديًا، قامت الأميرة العربية فاطمة الفيريحي بتأسيس أول جامعة في مدينة فاس بالمغرب. وقامت شقيقتها الأميرة مريم بتأسيس مسجد بالقرب من الجامعة، ليشكلا معًا صرحًا متكاملاً من مسجد وجامعة القيروان، وهي لا تزال كائنة إلى الآن بعد مرور نحو 1200 عامًا على تأسيسها لتشهد على أن التعلم أحد أهم أركان التقاليد التي تشكل المجتمع الإسلامي.
علم الجبر
من المعروف أن هذا النوع من العلم تأسس على يد العالم الفارسي الجليل الخوارزمي، وهو يستمد اسمه من كتابه الذي وضعه في القرن الـ9 "الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة"، والذي قدم فيه العمليات الجبرية التي تنظم إيجاد حلول للمعادلات الخطية والتربيعية مستندًا فيه إلى جذور الأنظمة التي وضعها الإغريق والهنود في التخصص نفسه. كما أن الخوارزمي نفسه له العديد من الإسهامات الأخرى ككونه أول من وضع نظرية أن أي معادلات أو صيغ حسابية لها أن توضح العلاقات التي بواسطتها يمكن تمثيل أي ظاهرة في الكون، أي أول من وضع الأساسيات المنظمة لطرق البرهان.
البصريات
في حوالي العام 1000 بعد الميلاد، تمكن العالم العربي الحسن بن الهيثم من إثبات أن الإبصار يحدث نتيجة لانعكاس الضوء على الأشياء ومنها إلى العين، ليجهض نظريات بطليموس وأقليدس الخاطئة التي كانت مبنية على أن الضوء يخرج من العين لينعكس على الأشياء، كما تمكن ذلك الفيزيائي المسلم من اكتشاف طريقة عمل العين الأشبه بالكاميرا، وفسر كيف يمكنها أن ترى الأشياء بصورة معتدلة من خلال اكتشافه العلاقة بين العصب البصري والدماغ.
الموسيقى
ترك الموسيقيون المسلمون تأثيرًا عميقًا على الأوروبيين، وقد حاول من قبل الملك شارلمان إمبراطور الروم منافسة الموسيقى في بغداد وقرطبة. ومن بين الآلات الموسيقية العديدة التي وصلت لأوروبا عبر الشرق الأوسط آلة العود والوترية وآلة الربابة، وهي الآلة التي استوحت منها آلة الكمان فيما بعد. كما يشير الكثير من خبراء الموسيقى والمتخصصين أن مقاييس الموسيقى المعاصرة تستند إلى الأبجدية العربية.
فرشاة الأسنان
كان الرسول صلى الله عليه وسلم أول من قدم فكرة فرشاة الأسنان عام 600 ميلاديًا تقريبًا. وكان ذلك باستخدام فرع صغير من شجرة السواك، حيث يستخدم أطرافها في غسل الأسنان وإنعاش نفسه، ونشر هذه العادة بين المسلمين. وفي عصرنا الحالي، يتم استخدام مواد مستمدة من شجرة السواك في إعداد معجون الأسنان.
عجلة الآلات الدوارة
ما قد لا يعلمه الكثيرون أن العديد من القواعد الأساسية لتشغيل الآلات تعود إلى العصور الإسلامية، بما فيها نظام تشغيل الآلات بالعجلات الدوارة. فهو نظام يتم فيه تحريك العديد من الأشياء من خلال الحركة المتولدة من تحريك العجلات الدوارة، وكان أول من اكتشف هذا النظام هو العالم العربي الجزري في القرن الـ12، ومن وقتها انتشرت هذه الآلية الجديدة كسرعة البرق في مختلف أنحاء العالم.
المستشفى
تأسس أول مركز طبي في التاريخ، ما يعرف في الوقت الحالي بالمستشفى، في القاهرة خلال عصر أحمد بن طولون عام 872 ميلاديًا. وهي كانت تقدم خدمات طبية مجانية لأي شخص كان بحاجة لها، وذلك استندًا إلى أحد أهم التقاليد الإسلامية بتقديم المساعدة للمحتاج من المرضى. ومن القاهرة انتشرت هذه المراكز الطبية في مختلف أرجاء العالم الإسلامي وانتقلت منها إلى مختلف بقاع العالم.